في رثاء الشَّهِيْدَيْنِ البَطَلَيْن (فداء علي أحمد) وابنِ عَمِّه (محمد سيف الدين أحمد) رَحِمَهما اللهُ :
(فداءُ) يَسُوعِيُّ النَّدى وَ (مُحَمَّدُ)
على ذاكَ باسْتِشْهادِهِ اليومَ يَشْهَدُ
جَناحانِ مِنْ نُوْرٍ يطيرُ العُلى إلى
العُلى بهما عِزّاً ويسمو ويصعَدُ
شَهيدانِ حَيّا اللهُ بالحَمْدِ مِنْهما
فَعالاً حُسَيْنِيّاً يُحَيَّا وَيُحْمَدُ
(محمَّدُ) دَعْ قلبي يعانِقْ هُمومَهُ
طويلا ولا تَتْرُكْ بهِ الجَمْرَ يَخْمَدُ
لَعلِّي إِنِ اشْتَدَّتْ عليَّ مواجِعي
مِنَ الواقعِ الدَّامي بنا أَتَأَكَّدُ
أَعَدْتَ إلينا نارَ جُرْحٍ قد ابْتَدا
(فداءٌ) بهِ مِنْ قَبْلُ والعَوْدُ أَوْقَدُ
عليكَ عليهِ مِنْ إلهكُما سَنىً
وظِلٌّ مِنَ العيشِ الملُوْكِيِّ أَبْرَدُ
تَذَكَّرْتُ عَيْشاً مَرَّ فينا سلامُهُ
طُمأنينةً تُرضي النفوسَ وَتُسْعِدُ
تذكَّرْتُ أَنهارَ السِّنين التي جَرَتْ
بأعمارِنا رقراقَةً تَتَهَدْهَدُ
كأنَّ المنى كانَتْ بِظلِّ نعيمِها
إلى كُلِّ قلبٍ نابضٍ تَتَوَدَّدُ
زمانٌ مِنَ النُّعْمى تَولَّى كأنَّهُ
رَبيْعٌ بألوانِ الطُّيوبِ مُنَضَّدُ
وما فاتَنا مِنْ نِعْمةٍ غيرُ شُكْرِها
فَكانَ بلاءٌ مِنْ دُجى الغَيْبِ أَنْكدُ
وَدَارَتْ بأنْحاءِ البلادِ مَعاركٌ
يُحرِّكُها بيتٌ مِنَ الغَرْبِ أَسْوَدُ
ويُشْعِلُها نِفْطُ الخليج ومالُهُ
وَمُعْتَقَداتٌ بالمحبَّةِ تُلْحِدُ
فكَمْ مِنْ بُيوتٍ هُدِّمَتْ مِنْ رجالِها
رجالٌ على الإيمانِ كانَتْ تُشَيَّدُ
وكمْ مِنْ نِسَاءٍ أُيِّمَتْ وبلابلٍ
لها أُسْكِتَتْ كَرْهاً وكانَتْ تُغَرِّدُ
بلاءٌ لَعَمْري يَذْهَلُ العقْلُ حَوْلَهُ
ويصفُنُ فيما جُنَّ منهُ وَيَشْرُدُ
فلو فَكَّرَتْ شمسُ النَّهارِ دَقِيقةً
بهِ أَوْشَكَتْ في قُبَّةِ النّورِ تَجْمُدُ
فَعَفوَك ياذا العَفوِ عَنّا فإنّنا
لِبابِكَ بابِ الرحمةِ الدَّهْرَ قُصَّدُ
يُعانِدنا دَهْرٌ صؤولٌ وإِنّما
عَزائمُنا مِنْ صولَةِ الدَّهرِ أَعْنَدُ
أقولُ وصَرْفُ الدَّهرِ يجتاحُني أسىً
وسيفُ مآسِيْهِ بقلبيَ مُغْمَدُ
أَتَسْتجْلِبُ الأوطانُ حُرِّيَّةً لها
مِنَ الطامعِ الغازي لقد خابَ مَقْصَدُ
فكمْ ساءَنا مِنْ أَمْسِهمْ ألفُ سَيِّئٍ
ولمْ يَتَّعِظْ مِنَّا بما ساءَنا غَدُ
فكيفَ لأِقوامٍ بحرِّيَّةٍ إذا
وَعَقْلُ هَواهُمْ بالغَباءِ مُصَفَّدُ
لحا اللهُ شيْخاً أَرْهَقَ الدَّهرَ عُمْرُهُ
بهِ نَزَقٌ مُسْتَحْكَمُ الطَّيْشِ أَمْرَدُ
تغازِلُ فَتْواهُ دَنَانيرَ مَعْشَرٍ
يظنُّوْنَ عُمْرَ المالِ سَوْفَ يُخَلَّدُ
سياستُهمْ في كُلِّ وَجْهٍ تَحَيُّلٌ
وَدِيْنُهُمُ في كُلِّ دُنيا تَصَيُّدُ
ولستُ أرى مَجْدَ الفتى با نْتِسابِهِ
لِماَ هُوَ في كُلَّ العُيونِ مُمَجَّدُ
إذا فَعَلَ الخيرَ امْرُؤٌ عَزَّ عِنْدَنا
لَهُ وَحْدَهُ حِزْبٌ ودِيْنٌ وَمَحْتِدُ
فيا أيّها المغرورُ حتَّى كأنَّما
الهدى دونَهُ بابٌ على الدَّهْرِ مُوْصَدُ
أَتَزْعُمُ إِيماناً بديْنِ محمَّدٍ
وَفِعْلُ أبي جَهْلٍ لَدَيْكَ لَهُ يَدُ
فؤادي مَسِيحيُّ الجوى وَرَجاؤُهُ
بعَفْوٍ من اللهِ العظيمِ مُعَمَّدُ
وَنِيَّةُ رُوْحي بالمنى مُوْسَوِيَّةٌ
تكاشِفُ أسرارَ النّداءِ وَتَرْصُدُ
وخاطِرُ ذِهْني أحمَديُّ السُّرى لَهُ
بُراقٌ ومِعْراجٌ وظامٍ وَمَوْرِدُ
وآمالُ نفسي في الدُّنى عَلَوِيَّةٌ
إلى جَنَّةٍ عُلْوِيَّةٍ تَتَمَدَّدُ
وأعماقُ إِنْسانِيَّتي آدَمِيَّةٌ
مَعَ الحُبِّ للإنسانِ بي تَتَجَدَّدُ
تَمُوْجُ مَعَ الأسماءِ مِنّي سَريرةٌ
يُقِيمُ بها للهِ حُبٌّ مُجَرَّدُ
أنا القَلَمُ الهادي إلى كلِّ فِكْرةٍ
يُضيئُ بها للهِ في الأرضِ مَعْبَدُ
أنا الأَلَمُ الباكي على كلِّ صالحٍ
أساءَ إليهِ مِنْ بني السُّوْءِ مُفْسِدُ
أنا الأَمَلُ الرَّاجي مِنَ اللهِ عَفْوَهُ
وَغُفرانَهُ مالاحَ في الأُفْقِ فَرْقَدُ
فياذا العُلى لا يَبْقَ في الأرضِ كافِرٌ
ولا يَشْقَ فيها مُؤمِنٌ وَمُوَحِّدُ
سام يوسف صالح 9/11/2012م
(فداءُ) يَسُوعِيُّ النَّدى وَ (مُحَمَّدُ)
على ذاكَ باسْتِشْهادِهِ اليومَ يَشْهَدُ
جَناحانِ مِنْ نُوْرٍ يطيرُ العُلى إلى
العُلى بهما عِزّاً ويسمو ويصعَدُ
شَهيدانِ حَيّا اللهُ بالحَمْدِ مِنْهما
فَعالاً حُسَيْنِيّاً يُحَيَّا وَيُحْمَدُ
(محمَّدُ) دَعْ قلبي يعانِقْ هُمومَهُ
طويلا ولا تَتْرُكْ بهِ الجَمْرَ يَخْمَدُ
لَعلِّي إِنِ اشْتَدَّتْ عليَّ مواجِعي
مِنَ الواقعِ الدَّامي بنا أَتَأَكَّدُ
أَعَدْتَ إلينا نارَ جُرْحٍ قد ابْتَدا
(فداءٌ) بهِ مِنْ قَبْلُ والعَوْدُ أَوْقَدُ
عليكَ عليهِ مِنْ إلهكُما سَنىً
وظِلٌّ مِنَ العيشِ الملُوْكِيِّ أَبْرَدُ
تَذَكَّرْتُ عَيْشاً مَرَّ فينا سلامُهُ
طُمأنينةً تُرضي النفوسَ وَتُسْعِدُ
تذكَّرْتُ أَنهارَ السِّنين التي جَرَتْ
بأعمارِنا رقراقَةً تَتَهَدْهَدُ
كأنَّ المنى كانَتْ بِظلِّ نعيمِها
إلى كُلِّ قلبٍ نابضٍ تَتَوَدَّدُ
زمانٌ مِنَ النُّعْمى تَولَّى كأنَّهُ
رَبيْعٌ بألوانِ الطُّيوبِ مُنَضَّدُ
وما فاتَنا مِنْ نِعْمةٍ غيرُ شُكْرِها
فَكانَ بلاءٌ مِنْ دُجى الغَيْبِ أَنْكدُ
وَدَارَتْ بأنْحاءِ البلادِ مَعاركٌ
يُحرِّكُها بيتٌ مِنَ الغَرْبِ أَسْوَدُ
ويُشْعِلُها نِفْطُ الخليج ومالُهُ
وَمُعْتَقَداتٌ بالمحبَّةِ تُلْحِدُ
فكَمْ مِنْ بُيوتٍ هُدِّمَتْ مِنْ رجالِها
رجالٌ على الإيمانِ كانَتْ تُشَيَّدُ
وكمْ مِنْ نِسَاءٍ أُيِّمَتْ وبلابلٍ
لها أُسْكِتَتْ كَرْهاً وكانَتْ تُغَرِّدُ
بلاءٌ لَعَمْري يَذْهَلُ العقْلُ حَوْلَهُ
ويصفُنُ فيما جُنَّ منهُ وَيَشْرُدُ
فلو فَكَّرَتْ شمسُ النَّهارِ دَقِيقةً
بهِ أَوْشَكَتْ في قُبَّةِ النّورِ تَجْمُدُ
فَعَفوَك ياذا العَفوِ عَنّا فإنّنا
لِبابِكَ بابِ الرحمةِ الدَّهْرَ قُصَّدُ
يُعانِدنا دَهْرٌ صؤولٌ وإِنّما
عَزائمُنا مِنْ صولَةِ الدَّهرِ أَعْنَدُ
أقولُ وصَرْفُ الدَّهرِ يجتاحُني أسىً
وسيفُ مآسِيْهِ بقلبيَ مُغْمَدُ
أَتَسْتجْلِبُ الأوطانُ حُرِّيَّةً لها
مِنَ الطامعِ الغازي لقد خابَ مَقْصَدُ
فكمْ ساءَنا مِنْ أَمْسِهمْ ألفُ سَيِّئٍ
ولمْ يَتَّعِظْ مِنَّا بما ساءَنا غَدُ
فكيفَ لأِقوامٍ بحرِّيَّةٍ إذا
وَعَقْلُ هَواهُمْ بالغَباءِ مُصَفَّدُ
لحا اللهُ شيْخاً أَرْهَقَ الدَّهرَ عُمْرُهُ
بهِ نَزَقٌ مُسْتَحْكَمُ الطَّيْشِ أَمْرَدُ
تغازِلُ فَتْواهُ دَنَانيرَ مَعْشَرٍ
يظنُّوْنَ عُمْرَ المالِ سَوْفَ يُخَلَّدُ
سياستُهمْ في كُلِّ وَجْهٍ تَحَيُّلٌ
وَدِيْنُهُمُ في كُلِّ دُنيا تَصَيُّدُ
ولستُ أرى مَجْدَ الفتى با نْتِسابِهِ
لِماَ هُوَ في كُلَّ العُيونِ مُمَجَّدُ
إذا فَعَلَ الخيرَ امْرُؤٌ عَزَّ عِنْدَنا
لَهُ وَحْدَهُ حِزْبٌ ودِيْنٌ وَمَحْتِدُ
فيا أيّها المغرورُ حتَّى كأنَّما
الهدى دونَهُ بابٌ على الدَّهْرِ مُوْصَدُ
أَتَزْعُمُ إِيماناً بديْنِ محمَّدٍ
وَفِعْلُ أبي جَهْلٍ لَدَيْكَ لَهُ يَدُ
فؤادي مَسِيحيُّ الجوى وَرَجاؤُهُ
بعَفْوٍ من اللهِ العظيمِ مُعَمَّدُ
وَنِيَّةُ رُوْحي بالمنى مُوْسَوِيَّةٌ
تكاشِفُ أسرارَ النّداءِ وَتَرْصُدُ
وخاطِرُ ذِهْني أحمَديُّ السُّرى لَهُ
بُراقٌ ومِعْراجٌ وظامٍ وَمَوْرِدُ
وآمالُ نفسي في الدُّنى عَلَوِيَّةٌ
إلى جَنَّةٍ عُلْوِيَّةٍ تَتَمَدَّدُ
وأعماقُ إِنْسانِيَّتي آدَمِيَّةٌ
مَعَ الحُبِّ للإنسانِ بي تَتَجَدَّدُ
تَمُوْجُ مَعَ الأسماءِ مِنّي سَريرةٌ
يُقِيمُ بها للهِ حُبٌّ مُجَرَّدُ
أنا القَلَمُ الهادي إلى كلِّ فِكْرةٍ
يُضيئُ بها للهِ في الأرضِ مَعْبَدُ
أنا الأَلَمُ الباكي على كلِّ صالحٍ
أساءَ إليهِ مِنْ بني السُّوْءِ مُفْسِدُ
أنا الأَمَلُ الرَّاجي مِنَ اللهِ عَفْوَهُ
وَغُفرانَهُ مالاحَ في الأُفْقِ فَرْقَدُ
فياذا العُلى لا يَبْقَ في الأرضِ كافِرٌ
ولا يَشْقَ فيها مُؤمِنٌ وَمُوَحِّدُ
سام يوسف صالح 9/11/2012م