الشاعر سام يوسف صالح



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الشاعر سام يوسف صالح

الشاعر سام يوسف صالح

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشاعر سام يوسف صالح


    الشاعر سام يوسف صالح

    avatar
    sam
    Admin


    المساهمات : 62
    تاريخ التسجيل : 19/11/2012

    الشاعر سام يوسف صالح Empty الشاعر سام يوسف صالح

    مُساهمة  sam الجمعة مارس 08, 2013 9:47 am

    إلى روح الشهيد النقيب حسام أحمد بدر (رحمه الله)

    أَهْوَ حَقٌّ رَأَيْتُهُ ورآني
    ويقينٌ صِدْقٌ بصِدْقِ عِياني

    أمْ هو الحُلْمُ خاطفاً مِثلَ عيشِ
    المرءِ في الأرضِ مَرَّ في أجفاني

    واحُسَاماهُ إنَّ حَدَّك في عينِ
    خيالي البُروْقُ في اللَّمَعانِ

    ياصديقي ويا حبيبي أَجِبْني
    فالجوابُ الشّافي عَليلُ اللّسانِ

    أينَ منكَ الذي أتانا ظنوناً
    مِنْ بلادِ الإغريقِ والرُّوْمانِ

    أنتَ أسطورةُ الرّجولةِ قَدْ أَبْدَعَها
    البأسُ منكَ في الميدانِ

    ياشهيدَ الشمسِ التي هي (سوريَّا)
    وأَعظِمْ بقِبْلَةِ الأوطانِ

    إنَّ حُضْنَ السماءِ بيتُكَ فارجِعْ
    مُطمَئنّاً إليهِ بالرَّيعانِ

    وَضَعِ الشمسَ فوقَ رأسِك تاجاً
    واطَّرِحْ غَيْرَها مِنَ التيجانِ

    آهِ يابهجةَ الشبابِ تلاشَتْ
    عَنْ حمى الأهلِ في خريفِ الزّمانِ

    وربيعَ الودادِ جارَتْ عليهِ
    مِنْ عِدانا عواصفُ الأضغانِ

    مأتمٌ يَنشُرُ الدٌّموعَ السَّخِيّاتِ
    ويطوي سكينةَ الإيمانِ

    الزّغاريدُ تُعلِنُ الفرحةَ العُليا
    بمَجْدِ الشَّهادةِ الرَّبَّاني

    ورضاً بالقضاءِ اَبْرَمَهُ اللهُ
    وَليٌّ الغفرانِ والإحسانِ

    تُوِّجَتْ بالرّدى ثلاثونَكَ الغُرُّ
    كما تُوِّجَتْ مَعَ المعْمَدانِ

    ياشباباً مضى شباباً وما أبقى
    لِأجيالِنا سوى العُنْفُوانِ

    إنَّ جُرْحاً بهِ خَتَمْتَ الأسى اسْتفْتَحَ
    فينا نَزْفاً مِنَ التَّحْنانِ

    إنَّ جُرْحاً روى التُّرابَ الذي ضِيْمَ
    سَيٌرْضي شقائقَ النُّعمانِ

    إنَّ جرحاً مُعَطَّرَ الدَّمِ لنْ تبخَلَ
    أشذاؤهُ على نَيْسانِ

    إنَّ جُرحاً مُغْرَوْرِقَ الجَمْرِ قد نَبَّهَ
    إِحْسَاسَنا على الأشْجانِ

    إنَّ جُرْحاً مُفَتَّح العَيْنِ قَدْ بَصَّرَ
    عَيْنَ الزّمانِ بالحَدَثانِ

    إنَّ جرحاً في جسمِكَ الغضِّ أدمى
    كُلَّ مَنْ فيهِ ذَرَّةٌ مِنْ حنانِ

    إنَّ جُرْحاً قد سَالَ منكَ لأَوْجاعُ
    إخاءٍ تسيْلُ في شُرْياني

    إنَّ جُرْحاً على سبيل المعالي
    رتبةٌ لا ينالُها الفرقدانِ

    ذاكَ لونٌ مِنَ البسالةِ قانِ
    لا تضاهيهِ سائرُ الألوانِ

    جُزْتَ فيهِ هذي الحياةَ حياةً
    ليس ترضى بَيْعَ البقاءِ بِفانِ

    لَفَّكَ الجُرْحُ بامتدادٍ مِنَ الحُمْرَةِ
    أَعْيا البياضَ في الأكفانِ

    يا أخي عندما تُناديكَ نفسي
    ياأخي تستعيدُ لي اطمِئناني

    إنَّ ذكراكَ في الأخوَّةِ عندي
    لَكُنوزٌ مِنَ الرؤى والمعاني

    لستُ أرثيكَ غيرَ أنَّ كلامي
    بَوْحُ نُوْحٍ والفُلْكِ بالطُّوْفانِ

    لستَ واللهِ في مقامِ رثاءٍ
    يانقيبَ الأبطالِ والشجعانِ

    يا حُسَيْنِيَّنا الشَّهيدَ بأرضٍ
    كربلائيَّةِ الجنى والأوانِ

    أنتَ حَلَّقْتَ في السماواتِ رُوحاً
    وَهَدَيْتَ السَّارينَ في الأبدانِ

    أنتَ حُرِّيَّهٌ تُعَلِّمُ كَيْفِيَّةَ
    تحطيمِ أَضْلُعِ الأسْجانِ

    أنتَ معنىً مِنَ الشَّفافِيَةِ اشْتاقَتْ
    إليه أَلوانُ كُلِّ المباني

    لستُ أَرْثيكَ إنَّما أنا أرثي
    عنكَ مَجْدَ الإنسانِ في الإنسانِ

    أنا أرثي براءةَ الحُبِّ فينا
    أَجْفَلَتْها وَحْشِيَّةُ الشَّنآنِ

    أنا أرثي الإيثارَ كان يعيشُ
    الأمنَ فاغتالَهُ السَّفيهُ الأَناني

    أنا أرثي الضياءَ حَجَّبَهُ عَنْ
    أنفسِ الناسِ عالَمٌ ظَلْماني

    أنا أرثي بداهةَ الحقِ إِذْ تَنْفُرُ
    منها شوارِدُ الأذهانِ

    أنا أرثي الوفاءَ تَشْرَحُ مفهومَ
    وَفاةُ فصاحةُ الذُّؤبانِ

    أنا أرثي سكينةَ الوادِ
    تستعدي عليها حَفيظةُ البركانِ

    أنا أرثي العفافَ وَارَتْهُ أبصارُ
    نفوسٍ على الدَّوام زَوانِ

    أنا أرثي الكفافَ ما اقْتَنَعَتْ فيهِ
    شراهاتُ معشَرِ الحيتانِ

    أنا أرثي الجهادَ في الدينِ أَفْتَتْ
    (أَمَريكا) بهِ إلى العُرْبانِ

    وَشُخُوصٍ قصيرةِ الباعِ في الدِّينِ
    ولكنْ: طويلةُ الأذقانِ

    ووجوهٍ غطَّى ملامحَها الشؤمُ
    فَمَنْ للعيونِ بالغِرْبانِ

    وشُيوخٍ شاخَ الفجورٌ بهمْ عُمْراً
    وشَبَّ اسْتِعارُهُ البُهْتاني

    جعلوا الدينَ مُضغةً مِنْ كلامٍ
    دونما حُجَّةٍ ولابُرهانِ

    جعلوا الدين سلعةً فاشْتَرَتْها
    مِنْ لِحاهمْ سياسةُ العدوانِ

    فالدياناتُ كالسياساتِ قَدْ جَاعَتْ
    فِخاخاً مسنونةَ الأسنانِ

    لمْ نَعُدْ نعرفُ الشيوخَ مِنَ السَّاسَةِ
    لمَّا تشابَهَ الوجهانِ

    السِّياسيُّ أشبهُ الناسِ بالشَّيْخِ
    خصوصاً في اللَّفِّ والدَّوَرانِ

    لَسْتُ أعني الجميعَ فاللهُ يَخْتَصُّ
    رِجالاً ما أشرَقَ النَّيِّرانِ

    ويظلُّ التَّوحيدُ حَبَّةَ قَمْحٍ
    حولَهُ الشّرْكُ بيدرٌ مِنْ زُؤانِ

    حَسبُنا اللهُ مِنْ نوايا قلوبٍ
    دَأْبُهنَّ التَّكْفِيرُ لِلأديانِ

    آهِ ما أوجَعَ اغترابَكَ يا
    الإسلامُ في أدعياءِ آلِ فُلانِ

    ثعلبُ الغربِ ذو احتيالٍ ومَكْرٍ
    وَلَهُ بَعْدُ قُوَّةُ السُّلْطانِ

    وَحَميرُ الشَّرْقِ انقيادٌ مُرِيبٌ
    ولهمْ بَعْدُ ذِلَّةُ العُبْدانِ

    بين هذينِ أصبَحَ الدينُ في الأرضِ
    بناءً مُصَدّعَ الأركانِ

    أسألُ اللهَ أنْ يُدَمِّرَهُمْ فيها
    استهانوا باللهِ والقرآنِ

    أسأل اللهَ أن يُذِيْقَهُمُ
    وَيْلاتِ ما أَفْسَدُوْهُ في البُلدانِ

    أَلِّبُوا الناسَ ضِدَّ بعضهمُ كي
    يتفانَوا في الحربِ كُلَّ التَّفاني

    كَرِّسُوا طائِفيَّةً واتْرُكوا فيها
    مُصانَ الأعراضِ غيرَ مُصانِ

    إنَّ قوماً في الجاهليةِ أدنى
    مِنْ عَبَادِ يْدِكُمْ إلى الاتِّزانِ

    فَصَحِيْحٌ بأنهمْ عبدوا الأصنامَ
    جهلاً بشِرْعَةِ المسْتَعانِ

    إنَّما لَمْ يَقُلْ لَهمْ جَهْلُهُمْ ذا
    اقْتُلُوا الناسَ وادْخُلُوا في الجنانِ

    أنتمُ البِدْعةُ التي مالهاقَطُّ
    مَثيلٌ في غابِرِ الأزمانِ

    قَدْ تعبنا مِنَ الخطايا فياربُّ
    أَرِحْنا مِنْهُنَّ بالغفرانِ

    وَهَرَبْنا إليكَ منكَ وأنتَ
    الجارُ فاقبَلْ ضراعةَ الجيرانِ

    كمْ فسادٍ أَزْجَتْهُ أفواهُ أقوامٍ
    صلاحاً مَحْضاً إلى الآذانِ

    إنّما الكيدُ لُعْبةٌ مَهَرُوا فيها
    على غيرِهمْ بطوْلِ المِرانِ

    يارجالَ الحِجى أَليسَ غريباً
    أنْ يَلوحَ الفُجَّارُ كالرُّهبانِ

    وتكونَ العيونُ حَوْلَ عَمَاهُمْ
    خشباً يُسْتَجَرُّ بالأَشْطانِ

    تلكَ دُنيا وآيةُ الظلمِ فيها
    أَنّ مقياسَ أهلِهِ شَهَواني

    تلكَ دنيا وآيةُ الخِزْيِ فيها
    أنْ يصيرَ الإنسانُ كالحيوانِ

    أيُّها الموتُ كمْ أَرَقْتَ دموعاً
    حَقَنَتْها الأفراحُ بالأجفانِ

    أيها الموتُ كمْ صَدَعتَ قلوباً
    عَمَّرتْها الآمالُ دونَ ضَمَانِ

    أيها الموتُ أنتَ رِحْلتيَ الشَّعواءُ
    نَحْوَ الوجوبِ في الإِمكانِ

    أنتَ بيتي وأنتَ دَرْبي إليهِ
    والخُطى والمُضِيُّ والقَدَمانِ

    أنتَ سِجْني وأنتَ حُرِّيتي منهُ
    وأنتَ السَّجينُ ياسَجَّاني

    أنتَ مُلْكي وأنتَ مَمْلكتي فيهُ
    وَجُنْدي وسَائِرُ الأعوانِ

    أنتَ قَصْدي وأنتَ خَوْفي َمنهُ
    وَرَجائي وحَلْبَتي وَرِهاني

    بِكَ ربّي أَنْأَى قُشُوْرَ الدُّجى
    عَنّي وَأَدْنى لُبَابَها الشَّعْشَعاني

    كَمْ لِعَيْنٍ بلاغةٌ مِنْ دُمُوْعٍ
    ليس يدري أَسْرارَها (الجُرْجاني)

    يادُموعي انْظمي الضميرَ قريضاً
    عَبْقَرِيَّ البحورِ والأوزانِ

    فَلعلَّ الورى يُصَلُّوْنَهُ فَرْضاً
    إذا ماالحبُّ ابْتَدا بِأَذانِ

    أنا نَهْرُ الآدابِ ينبُعُ مِنْ
    قلبي طيوباً رَقْراقةَ الألحانِ

    لُغَتي فِطرةُ الودودِ بروحي
    غيرُ مُحتاجةٍ إلى تَرْجُمانِ

    أَقْفَرَتْ هذهِ المغاني مِنَ الأهلِ
    فَتِلْكَ القبورُ هُنَّ المغاني

    فَعَلى مَنْ نَبْكي وَمَنْ سَنُعَزِّيْ
    ذَكِّروْني ياناسُ بالنِّسْيانِ

    لمْ يَعُدْ للبلاءِ معنىً ولمْ تَفْطِنْ
    إليهِ فيما مَضى أَحْزاني

    نَحْنُ في الأرضِ سِدْرةٌ فاحْفَظُوا
    النِّسْغَ وقُرْبى الجذورِ والاْغصانِ


    سام يوسف صالح 31/8/2012م



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 7:00 am